الأحد، 30 ديسمبر 2012

التضخم والصفعة "أزمة البترول"



إذا زادت الأموال .. قلت قيمتها بناء على القانون الأزلي والسنة الكونية الإقتصادية المسماة العرض والطلب .
هذا باختصار هو قانون العرض والطلب  الذى تترتب عليه قيمة وسعر كل سلعة حولنا ، فما يجعل الذهب غالي ونفيس هو الندرة ، وما يجعل الصفيح رخيص هو الوفرة .
أيضاً طبقاً لقانون العرض والطلب .. تقل قيمة العملة بسبب كثرة الفلوس فى ظل قلة ومحدودية الانتاج ، الأمر الذى يجعلنى أجسر وأقول أن عملية طباعة الفلوس دون مقابل من الإنتاج عملية تزوير وغش، لذا يجب أن يكون للجنيه كم ذهبي ، أى غطاء ذهبى لما يطبع من أموال ، وفى مخالفة هذا تتعرض الحكومة لأكثر النماذج الساذجة من التضخم.

علاقة أزمة البترول بقانون العرض والطلب
في حرب أكتوبر وقفت الحكومات العربية وقفة رجل واحد وامتنعت عن ضخ البترول .. الأمر الذى أدى إلى ندرة البترول في الأسواق ما أدى بدوره إلى ارتفاع سعر البترول بشكل قياسي من 2 دولار للبرميل حتى 42 دولار للبرميل الواحد !
صدمت الحكومات الغربية .. لكنهم لم يصمتوا ،  بل تآمروا وخططوا ؛ بدأت الحرب بنفس القانون .. ألا وهو "قانون العرض والطلب" .
بحث الغرب في كل مكان عن البترول .. فى الأرض وفي البحر الأمر الذى أدى إلى تدفق البترول بالفعل من بحر الشمال بالإضافة لفوائض مخزنة.
كانت الخطوة السابقة تمهيداً لدفع كميات كبيرة من البترول في الأسواق حتى يزيد عن الكمية المطلوبة فينخفض سعره وهذا ما حدث ، فانخفض سعر البترول من 42 دولار للبرميل إلى 27 دولار . لم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل خفضت انجلترا السعر 4 دولارات وتبعتها نيجيريا ثم السويد فالنرويج .. الأمر الذي أضر بدول الأوبك كثيراً .
أصبح الوضع حرجاً .. فانخفاض السعر بهذا الشكل أدى إلى توقف المشاريع الإنمائية فى الدول التى اعتمدت على البترول كمصدر أساسي للدخل ، لذا كان الحل الوحيد أمام الدول العربية ضخ كمية أكبر من الترول حتى يبيعوا أكثر فيقللوا الفارق ويسرعوا فى عملياتهم التنموية .
لكن المشكلة كانت أعقد من أن تحل بهذه الطريقة ، فإذا ضخت دول الاوبك بكميات أكبر فى السوق انخفض السعر أكثر وأكثر وتفاقمت المشكلة أكثر وأكثر !
لقد استغل العرب القانون الاقتصادى البسيط "العرض والطلب" كسلاح فى وجه الغرب الذى أيد الكيان الصهيوني ضد مصر ، واستغل الغرب نفس السلاح بمهارة أكبر فى توجيه صفعة قوية للعرب .
لكن يبقى السؤال .. هل يكتفى الغرب بتلك الصفعة ؟
هذا ما سنحاول الاجابة عليه فى المقال القادم إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق