الاثنين، 17 ديسمبر 2012

الدستور ... من وجهه نظر مختلفه


من هنا لا نبدأ

مفاهيم ومصطلحات استخمت فى المقال
المصدر
 الموسوعة الميسرة للمصطلحات السياسية د.إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي
الدستور
الدستور هو القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة (بسيطة أم مركبة) ونظام الحكم (ملكي أم جمهوري) وشكل الحكومة (رئاسية أم برلمانية) وينظم السلطات العامة فيها من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات التي بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات ويضع الضمانات لها تجاه السلطة.

الوعى المزيف
تعبير يطلق على ما يحدث فى الانتخابات حيث يختار الفقراء المرشح من أصحاب الياقات البيضاء نتيجة حملته الاعلامية والتى تنشر الوعى الزائف عنه مما يحول الطبقات العمالية إلى جبهته ويحصل على أصواتهم نتيجة الوعي الزائف لديهم. وهو أيضاً يعرف بأنه الوعى الذى ينتشر بين طبقة البروليتاريا فى المجتمعات الرأسمالية، والذى يبحث عن طريق البرجوازية هناك لخدمة مصالحها الاقتصادية بعيداً عن حقوق العمال.

يوتوبيا
هى المثاليات السياسية أو النظريات التى تهدف إلى ابراز وتمجيد الحالة الطبيعية الفطرية للبشر.

الاتجاهات المحافظة
هى الاتجاهات التى تمنح أولوية لحفظ النظام ودعم السلطة القائمة بالفعل تحت دعوى المحافظة والاستقرار ، وتقاوم التغييرات العنيفة فى المجتمع سواء أكانت سياسية أو اجتماعية.

الإقناع
وهو العملية التى يحاول فيها شخص أو وسيلة اعلامية بإقناع شخص أو مجموعة من الاشخاص بتقبل رأياً أو فكراً أو أن يؤدي عملاً معيناً، ولكل شخص أو وسيلة إعلامية قدرة معينة على الإقناع، وتظهر عمليات الإقناع أكثر أيام الانتخابات لاستقطاب الأصوات.

بعد ارساء ومحاولة توحيد المفاهيم نستطيع أن نبدأ

لن أتناول فى هذا المقال مواد الدستور مفضلاً ترك تلك المسئلة للقانونيين والفقهاء الدستوريين وهم فى جدال موسع حولها .. لكنى ارتأيت أن أتحدث عن الدستور من وجهة مظر مختلفة .
من تعريف الدستور نستنتج أن الدستور هو وثيقة من المفترض لها أن تحوي كل الحقوق التي تلتزم بها الدولة تجاه الشعب، وهو الوثيقة المقيدة لكل القوانين التي تسنها السلطة التشريعية (مجلسي الشعب والشورى) فيما بعد.
وبالرجوع إلى التاريخ نكتشف أنه وعلى مر العصور كانت الطبقة الحاكمة تضع دستورها كي تضفى شرعية شكلية على مصالحها وامتيازاتها وفى محاولة لفرض هذه المصالح والامتيازات على أغلبية المجتمع من العمال والمستغلين والمضهدين.

معايير وضع الدستور
من المعروف فى أى تجربة ديمقراطية أن الدستور يجب أن يكون عليه توافق شعبى وأن تكون اللجنة المؤسسة له معبرة عن كافة أطياف الشعب ، وبعقد مقارنة بسيطة فى تلك النقطتين نجد أن الدستور يفتقر إلى كليهما :
فاللجنة التأسيسية المشكلة لوضع الدستور المصري اختارت من ليس هو أهل لوضع دستور .. فأنا لا أستطيع ان أقارن هدى شعراوي أو صفية زغلول مع د.عزة الجرف .
فهاتان نادتا بل كافحتا من أجل حرية المرأة وحقها فى التعليم والعمل .. وتلك تنادي بالغاء تعليم اللغة الانجليزية فى مجلس الشعب على مرأى ومسمع من العالم كله.
إذن .. د.عزة الجرف لا تمثل المرأة في الدستور .
ثم نأتى للجنة الصياغة لنكتشف أن أربعة أعضاء من أصل خمسة أعضاء تغلب عليهم أيدلوجية واحدة وهى الاسلام السياسى الأمر الذى يتنافى مع ما ذكرناه من التوافق حول الدستور.
وعندما نتحدث عن التوافق دائماً يأتى لأذهاننا الاخوة المسيحيين ، وعندما نتحدث عن التوافق فى الدستور ونربطه بالمسيحية لا يمكنك إلا أن تضحك مثلما فعلت انا .. فأنا لم أتمالك نفسى من الضحك عندما أخبرنى أحد أصدقائى بأن ممثل الكنيسة فى الجمعية التأسيسية شخص يدعى محمد الصاوي .
و إذا وجهنا نظرنا إلى أبعد قليلاً لنرى التوافق حول الدستور لدى الشعب وليس لدى اللجنة التأسيسية فحسب نكتشف أن الشعب فى حالة انقسام هى الأشد من نوعها ما أدى إلى سقوط شهداء جدد ونجد تعنت وتجاهل من الجانب الآخر لنرى فيما بعد قيادات الاخوان وهى تقول شهدائنا وقتلاهم .. هل هذا معقول؟؟؟!!
افتقد الدستور للتوازن والتوافق .. انسحب من تشكيله الأزهر والكنيسة .. هل من المعقول أن يمرر هذا الدستور بعد كل ما شهده من انشقاقات ؟؟؟!!
إذن فهي محاولة لعدم تمريره .. وإذا مرر فهي لا !

رؤية شخصية لواقع الدستور من منظور الشعب :
للإعلام دور هام جداً لتعريف الناس بالدستور ومساوئه واقناعهم بالمشاركة فى الدستور ويجب أن يقوم بهذا الدور على أكمل وجه دون التجريح أو استغلال المنبر الإعلامى فى تصفية حسابات شخصية.
لأول مرة في تاريخ مصر ينقسم الاتجاه المحافظ – أو حزب الكنبة – فى مصر بين نعم ولا .. فهؤلاء ولائهم الوحيد للاستقرار وأيديولوجيتهم الوحيدة "لقمة العيش" .
الدستور عبارة عن بضعة وريقات من السهل تغييرها فلا ينبغى أن يكون له ضحايا من القتلى والجرحى .
زميلتى شروق تحدثت عن الاعلام وكأننا نعيش فى يوتوبيا .. كنت أتمنى أن تحدثنا أكثر عن دور الإعلام المؤيد واستغلال المنابر الدينية فى توظيف الوعي المزيف لاشعال معركة دستور الفتنة ونشر.
بقلم : اسر صالح
القسم السياسى
مدير المدونه : ماجد عزت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق